Sunday, January 10, 2016

أمة اقرأ التي كانت لا تقرأ,,,اصبحت تقرأ

أمة اقرأ التي كانت لا تقرأ ,,,اصبحت تقرأ
نحن نظلم ابناء جيلنا قليلاً وخاصة اليافعين منهم,, قد يكون ذلك لأننا تعودنا على النقد,,فهذا ما تعلمناه من الجيل السابق وهو ما سيفعله من سياتي بعدنا ان لم نتوقف عن هذه النبرة الصارمة في انتقاد ما نراه سخيفا او سطحيا , و حتى القليل من الجهد الذي يبذله هؤلاء المراهقون "الشريرون" والذي للاسف لا يصل الى مستوى توقعاتنا,, نقوم بانتقاده في معظم الاحيان.
يافعونا اجمل من ذلك,,وبحكم اني ارافقهم " نظرياً وعملياً" اكثر من اهلهم خلال النهار فأنا اجد في نفسي وبكل تواضع الشخص المناسب لاحدثكم قليلا عنهم.
بدأت قبل مدة شهرين او اقل بمرافقة هاتفي المحمول معي للغرفة الصفية, وهو لمن لا يعلم من احدى الممنوعات التي لا يجوز للمعلم ان يفعلها,,الهاتف المحمول لا يستخدم في الصف!
ولكني لم اكن استعمل هاتفي لاجراء المكالمات او استخدام اي من تطبيقاته,,كنت استعمل هاتفي لالتقط صور الطالبات وهن يقرأن او يصاحبن صديقهن الحميم: " الكتاب" .
نعم يا اعزائي,,تخيلو انهم يقرأون! مراهقونا او يافعونا او " الجيل الفارط" كما يحب ان ينعتهم البعض يقرأ,, ولا اجد اجمل واحلا من هذا المنظر,,طالبة وبين يديها كتاب سمين تستعجل انتهاء حصتي او امتحاني لتكمل ما بدأته من قصة او رواية,,  " مس معلش اقرأ؟ " لتعود ثانية الى العالم الذي تفضله على الواقع,, وصدقاً انا لا امانع هروبها هذا اطلاقاً.
جيلنا الجديد الذي كان لا يقرأ,, اصبح يقرأ,, واعلم جيدا ان الخطوات نحو شعار رنان وجذاب كهذا لا تزال بسيطة ولكن على الاقل هنالك من يقرأ.
كنت اراقب وبكل حذر قاطع الكتاب او الصفحة "المطعوجة" الى اين تصل,,في البداية تكون في المقدمة,,وبعد اسبوع اجدها في الوسط,, ومن ثم كتاب جديد!
"كيف شفتي قواعد العشق الاربعون يا ليان؟"  "بجنن يا مس!!"  وهذا بعد ان بدأت ليان بكتاب اخر لا يقل دسامة عن الذي قبله.
أمتي أمة اقرأ,,اعلم جيداً ان فيها من الارواح ما تعلق بالمكتوب واعلم ان الكتاب أجلُ واسمى واعز صديق ,,في عالم شديد القسوة ,,لا يرى سوى "الجيل الفارط" ذي الشعر المنكوش وطلاء الاظافر وحقائب المدرسة المفخخة بهواتف نقالة وأقلام الكحلة.